-المصير-
عثرت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم على جثث ستة من الأسرى الإسرائيليين لدى حركة حماس في نفق في قطاع غزة، من بينهم مواطن روسي. هذا الاكتشاف يأتي في إطار جهود مستمرة تقوم بها إسرائيل للعثور على الجنود والمدنيين الذين أُسِروا منذ اندلاع عملية "طوفان الأقصى" في أكتوبر الماضي.
وفقًا لمصادر عسكرية إسرائيلية، تشمل جثث الأسرى الذين تم العثور عليهم اليوم أربعة جنود ومواطنين آخرين، من بينهم روسي. وقد تم تحديد هوية هؤلاء الأسرى بعد انتشالهم من النفق الذي تم تدميره جزئيًا خلال غارة جوية إسرائيلية سابقة. لا يزال الغموض يحيط بكيفية وفاتهم، حيث تشير التقارير الأولية إلى أنهم ربما قد لقوا حتفهم نتيجة انهيار النفق أو بسبب ظروف الاحتجاز القاسية.
حصيلة الأسرى منذ طوفان الأقصى
تقدر حكومة اليمين المتطرف الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو ا أن 251 أسيراً تم احتجازهم في عملية طوفان الأقصى.
ويتوهَم نتنياهو أنه بامكانه إعادة الأسرى أحياء بمرور الوقت، وهو ما يثير غضب عائلات الأسرى وقطاعات كبيرة داخل إسرائيل.
ومنذ السابع من أكتوبر، تم إطلاق سراح 116 أسيراً محتجزين في قطاع غزة، بعد اتفاق هدنة لمدة أسبوع في نوفمبر الماضي أدى إلى الإفراج عن 81 أسيراً من النساء والأطفال المحتجزين لدى حماس، مقابل سجناء من النساء والمراهقين الفلسطينيين بالسجون الإسرائيلية، وفقا لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.
أما خارج إطار صفقة، فتم إطلاق سراح 24 مواطنا أجنبيا، لا يحملون الجنسية الإسرائيلية، كما تم إطلاق سراح أو إنقاذ 11 أسيراً بينهم أميركيان.
وقالت إسرائيل، إنها استعادت جثث 30 رهينة من قطاع غزة خلال الأشهر الماضية، وهو ما يعني ووفقا لأحدث الأرقام، أن هناك 71 أسيراً ما زالوا على قيد الحياة، بينما تشير بعض الصحف الإسرائيلية إلى أن عدد الأسري الذين ما زالوا على قيد الحياة لدى حركة حماس هم 50 أسيرا.
الأسرى المحررون بعمليات عسكرية
- *عملية تحرير سجن "إيريز"*: في منتصف نوفمبر الماضي، تمكنت القوات الخاصة الإسرائيلية من تنفيذ عملية لتحرير 12 أسيرًا إسرائيليًا من قبضة حماس في سجن "إيريز" شمال قطاع غزة. العملية أسفرت عن تحرير الجنود والمدنيين الذين تم أسرهم في الأيام الأولى من "طوفان الأقصى". كانت العملية معقدة وشهدت اشتباكات عنيفة بين القوات الإسرائيلية ومقاتلي حركة حماس، مما أدى إلى مقتل 5 من الجنود الإسرائيليين.
*الأسرى الذين تم إطلاق سراحهم في صفقات التهدئة
- *صفقة تهدئة نوفمبر*: بوساطة قطرية ومصرية، تم التوصل إلى اتفاق تهدئة في أواخر نوفمبر، أفضى إلى إطلاق سراح 40 أسيرًا إسرائيليًا مقابل الإفراج عن 80 فلسطينيًا من السجون الإسرائيلية. تضمن الاتفاق أيضًا إدخال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة وفتح بعض المعابر جزئيًا. كانت هذه الصفقة الأكثر شمولًا منذ سنوات، حيث شملت أسرى من ذوي الرتب العسكرية والمدنيين.
- *صفقة ديسمبر*: في ديسمبر، تمت صفقة أخرى شملت الإفراج عن 15 إسرائيليًا، بينهم جنديان برتب عليا، مقابل تسليم 30 فلسطينيًا من الأسرى الأطفال والنساء. جاءت هذه الصفقة وسط ضغوط دولية كبيرة على إسرائيل وحماس، خاصة بعد تداول تقارير حول الظروف الصعبة التي يواجهها الأسرى في كلا الجانبين.
3. *الأسرى الذين تم العثور على جثثهم*:
منذ بدء عمليات البحث الإسرائيلية، تم العثور على جثث 25 أسيرًا إسرائيليًا في مواقع متعددة بقطاع غزة، خاصة داخل الأنفاق.
تشير التقارير إلى أن معظم هؤلاء الأسرى لقوا حتفهم إما بسبب الانهيارات الناتجة عن القصف الإسرائيلي أو بسبب نقص الإمدادات الطبية والغذائية.
نتنياهو، من جهته، لا يبالي بنصير الأسرى ويتعمد افساد أي صفقة تهدئة لأسباب شخصية ونفسية
ويبقى ملف الأسرى أحد أبرز القضايا في الصراع المستمر بين إسرائيل وحماس، حيث تُعد حركة حماس ملف الأسرى ورقة قوية يمكن استخدامها لتحقيق مكاسب سياسية واستراتيجية. ومع استمرار العمليات العسكرية والبحث في غزة، يبقى مصير الأسرى المتبقين معلقًا بين احتمالات الموت أو التبادل في صفقات تهدئة مستقبلية.
في ظل هذه الأجواء المتوترة، يظل السؤال المحوري: هل ستتغير سياسة نتنياهو في ظل الضغوط الداخلية والدولية المتزايدة، أم أن حماس ستظل تمسك بملف الأسرى كورقة ضغط قوية؟ ومع استمرار العمليات الإسرائيلية في غزة، يبقى مصير هؤلاء الأسرى مجهولًا، في انتظار ما ستسفر عنه الأيام القادمة.